وسن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صيام أيام العشر باستثناء اليوم العاشر فهو يوم النحر.
أما اليوم التاسع فهو يوم عرفة، وصيامه يكفّر ذنوب سنة ماضية وسنة آتية، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"[مسلم: 1976، عن أبي قتادة]
وهو يوم عيد، لسعة الرحمات التي فيه، ومنح البركات التي تتنزل فيه، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:"يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإسلام وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْب"[أبو داود: 2066، وصححه الألباني].
وهو يوم عتق من النار، يوم يدنو الله فيه، يوم يباهي فيه الله بعباده، فاستنقذ نفسك فيه ! قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -"مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ"[مسلم: 2402، عن عائشة]
وخير الدعاء؛ الدعاء في يوم عرفة، فحبّر دعاوتك، وجهز كلماتك، وتزين لمولاك، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
"خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"[الترمذي: 3509، وحسنه الألباني].
وهو اليوم المشهود، في قول المعبود، في سورة البروج:"وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)"قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:"الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ"[الترمذي: 3262, عن أبي هريرة، السلسلة الصحيحة: 14161].
فاحبس نفسك في هذا اليوم له، ولا تشغل طرفك بشيء عنه، ولا يكرثنك فوت شيء من الدنيا فيه!
لا تنسونا بصالح الدعاء